قراءة في استراتيجيات العنوان واشكالاته
د. رمضان عمر
مدخل –
يتداخل السياسي بالادبي- في اشتباكٍ مشروعٍ ؛ فتتشكل عبر هذه المزاوجة ولادة جديدة ، تشرعن -اصطلاحيا- لنشوء الأدب السياسي .
ويقع ذلك كلما تنولت قضايا الأدب الهادف، وارتبطت بقضية وطنية أو سياسية . والأدب السياسي عنوان واسع تتفرع منه عناوين كثيرة ؛ منها "الأدب المقاوم".
وتأتي القراءات النقدية الجادة كضرورة لتحديد مفهوم لم يستقر بعد – مع كثرة الدراسات الجادة حوله – وإعطائه صفة موضوعية تشرعن له عبورا طبيعيا لساحات التشكيل الأدبي .غير إن إشكالية الحسم ستبقى سؤالا نقديا يجعل مهمة الناقد أكثر صعوبة ، ليقف معاندا أمام توافق خالص على توصيفات اصطلاحية ؛ فما كل ما عهد استعماله صار اصطلاحا مقبولا في راي النقد والنقاد.
تاريخيا ، ولد مصطلح العودة -عربيا- مع نكبة فلسطين الأولى،وقد ولد معه - أيضا – مصطلح أكثر مباشرة هو " ادب النكبة"أما الأدب المقاوم فمع أنه كان يجب أن ينطلق مع بدايات الانتداب البريطاني في مرحلة الرواد الا أن ظهوره واستعماله تاخر الى مرحلة الستينات مع كتابات كنفاني النقدية .
منطقيا قد يكون أدب النكبة قد شكل معبرا لظهور أدب العودة وكلاهما مثَّلا خصوصية للأدب الفلسطيني المعاصر.
أما أدب المقاومة أو الأدب المقاوم فربما ضم تحت جناحه جملة من المصطلحات الكثيرة قد يكون "أدب العودة" واحدا منها.
في هذه الدراسة، محاولة جادة تسعى من أجل الوصول الى مفهوم اكثر خصوصية يحدد باتزان مفهوم " أدب العودة" ويقف على اشكالاته وتشعباته. ويسعى لفك الاشتباك الاصطلاحي بين تلك المدخلات التي شكلت ضبابات متباينة حول هذا الاصطلاح تحديدا.
يتبع .....