المُلاحظ أن المفسرين اختلفوا اختلافاً واسعاً في تحديد من هم أصحاب الأعراف، وقد وقفت على اثني عشر قولاً من أقوالهم. لكني في هذه السطور لن أختار من أقوالهم ولن أرجح بينها.
أما ما يعنيني هنا أن الله عزّ وجل وصفهم بأنهم رجال، وأنا أجزم أن هذه الكلمة لا علاقة لها بكلمة رجولة المتعارف عليها، والتي يصحُّ استخدامها في الحياة الدنيا فقط، أما الآخرة فلا رجولة فيها بالمعنى الدنيوي؛ ألم تقرأ قوله تعالى"يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه"؛ فإن كنت تفر من أمك وأبيك يوم القيامة؛ فلا رجولة هناك بالمعنى الدنيوي إذن.
الذي أرجحه أن كلمة رجال هنا أي واقفون على أرجلهم، وهذا المعنى شبيه بقوله تعالى" وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً".
والله تعالى أعلم وأجل.