ويسألني الرفاق ألا لقاء
وهل من عودة بعد الغياب
أجل ستعود آلاف الضحايا
ضحايا الظلم تقرع كل باب
عربيا كان الأدب الثوري أو المقاوم السياسي يصب في ذات القناة التي حفرها رواد شعر المقاومة؛ كانت القضية الفلسطينية قضية العرب الاساسية التي تجتمع عليها الأقلام حتى بدايات الربيع العربي بل تحديدا حتى بدايات حرب الخليج الثانية ولم يكن للعرب في المنظور السياسي العام قضية اهم من ذلك؛ فكان الشعر العربي كله يصب في بحر المقاومة :
فهذا الشاعر العراقي وليد الأعظمي في تصويره لقضية فلسطين بمأساتها في الواقع وبامتدادها التاريخي ؛ يرى كأنها مرحلة مؤقتة من دورات التاريخ فهو ينظر الى عودة المحتل اليهودي الى فلسطين واقامة دولة له، انما دورة تاريخية تقوم على سريان سنة الله في الكون وما يصدر عنها من نتائج في اقدار الشعوب . فالغفلة ضعف واليقظة قوة .
" إيه فلسطين للتاريخ دورته
وللحوادث ايراد وإصدار
نمنا زمانا وكان الخصم منتبهاً
من نام خاب ولم تسعفه أقدار
سرى إليك رسول الله من قدم
ولم يكن ثَمَّ صاروخ وأقمار"
يقول الشاعر السوريّ، عمر أبو ريشة :
"يا روابي القدس يا مجلى السنا
يا رؤى عيسى على جفن النبي
وشعر العودة لا يمكن ان ينتهي عطاؤه قبل أن يتحقق حلم العودة ؛ وقد كانت لنا أبيات شعرية في هذا السياق ضمن حملة شعرية واسعة تحت عنوان غدا سنعود شارك فيها ما يزيد عن خمسين شاعرا في معارضة شعرية لقصيدة العودة، منها هذه الأبيات :
وســــــــــائلة تقولُ وقـد كواها
أنين الشــــوق في بحر العذاب:
أنــــــــرجعُ يا فلسطين اخبرينا
إلى الاوطـــــــان من بعد الغياب ؟
وهل سنعود يوما ؟ قـــــل ليافا
ونلثم تغــــــــــرها مسك الرضاب
أجَـلْ سـنعودُ مَـــا في الأمرِ شكٌ ...
وإن سَـــدُّوا الـفـضـاءَ بـكـلِّ بــابِ
وَمـَـوعِـدُنـا الــتَّــلاقـي بَــعـْـد لأيٍ ...
بِـسـاحِ الـقُدسِ فِـي عِـيدِ الإيــابِ
أَلــــمْ يَــعـهَـد إلــيْـنَـا اللهُ عــهــداً ...
بـــأنَّ الـنَّـصرَ مِـــن بـَعـد الـصِّـعاب
ومـــَــا لـلـظـالـمـينَ وإنْ تَــعــالَـوا ...
ســوى الـتـقتيل أو جــز الــرقـاب
سنسحق دولـــة التخريف سحقا ...
نـُـتـبـِّرُ عــَالــيَ الــكُـفـر الــيـَبـابِ
فَـلـيـس لـِـهـيـكلٍ زعــمـوه أصــلٌ ...
سِوى التَّخريفِ أو وَهمِ السَّــرابِ
فَـــدَع زَيــفـاً لـِمَـا زَعـمُـوا وقَـالُـوا ...
وَعُـد ؛ فالأمرُ مـــن فصل الخطاب
فـلـسـطين الأبـيــة أرض شـعـب ...
عظيم الشأن من نسل الصحاب !
فَـَـكــيـفَ تــكــونُ لــلأغــرابِ داراً ...
وقـــد فُـتـحـت بـهـامـات الـقـبابِ