معنى "وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ":
أي لا تقصدوا إلى الإنفاق -في سبيل الله- من الخبيث غير الجيد، مع أنكم لا تأخذونه إن أعطي إليكم هبةً أو شراءً أو غير ذلك إلا أن تغمضوا فيه، أي تتغافلوا عن ملاحظته وتتساهلوا في قبوله؛
فليس من العدل إن أنفقتم المال وأعطيتموه للفقراء والمساكين أن تنفقوا من الرديء، وإن طلبتم المال وأردتم أخذه لأنفسكم لا تأخذوا خبيثاً إلا إذا تغاضيتم عن عيوبه.
وفي ذلك تنبيه إلى أن يضع المسلم في أعماله مقياساً ضابطاً، وهو ألا يفعل لغيره إلا ما يحب أن يفعله لنفسه، ولا يعطي من شيء إلا ما يحب أن يُعطى إليه، وهذا قانون ضابط يحمل المرء على الاستقامة في كل ما يفعل، وهو ما يرمي إليه الحديث الصحيح: "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به"
الخلاصة: حقُّ الله عليك الأصل أن يكون من أطيب أموالك وأنفَسِها فلا ترضَ لله ما لا ترضاه لنفسك.
والله تعالى أعلم وأجل.