ألا ينكر ريح المسك من قد تعود شم الثوم والبصل؟
ألا ينكر الارتقاء إلى العلياء من اعتاد العيش في الحفر؟
ومن لايحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحُفر
هذه الفئة تعاني من عقد النقص في الرجولة والارتهان للظلمة و حرق البخور بين يدي المستبدين من أجل لعاعة من الدنيا
هذه الفئة ليس لديها من الشهامة ولا أخلاق الفرسان شيء.
في ميدان القتال وفي المعارك الفاصلة يقف الفرسان يؤدون تحيتهم لخصومهم الذين أظهروا شجاعة فائقة.
و الشامتون لم يدخلوا حربا ولم ينخرطوا في معركة حتى يتخلقوا بأخلاق الرجال. فأغلبهم ممن باع ضميره وخرج ينفخ في كير الفتنة، ومنهم من أبتلي بعمى البصيرة، فذهب إلى شيوخه من الذين عاشوا يبيعون دينهم بدنيا غيرهم وهم سفلة السفلة ليبرروا جريمة الشماتة تلك بما قدمه لهم أولئك السفلة من تبريرات دينية واعتساف في فهم النصوص وسيرة المصطفى العدنان.
في أُحد وقف بعض قادة قريش يصرخون
"اعل هبل"
فماذا كان جواب الرسول لصحابته عندما سألوه بم نجيبهم فقال صلى الله عليه وسلم
لهم قولوا
"الله أعلى وأجلّ"
فماذا نتوقع من عبيد اليوم الذين اختاروا بملء إرادتهم أن يكونوا خدما لفرعون وهامان وقارون؟ وما أجمل الوصف في مقالة سيد شهداء العصر سيد قطب الذي كتب:
“العبيد هم الذين يهربون من الحرية فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد اَخر،لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة.. حاسة الذل.. لابد لهم من إروائها، فإذا لم يستعبدهم أحد أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد وتراموا على الأعتاب يتمسحون بها ولاينتظرون حتى الإشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين"
يسجدون لمن لا يستحق السجود، ويبيعون أعراضهم عن طواعية، ويهرولون إلى جهنم بلا تردد.
هذه هي الفئات التي لا تعرف معنى للسمو الأخلاقي، وهم من تبلدت أحاسيسهم ومشاعرهم الإنسانية، هؤلاء ماتت ضمائرهم، حتى وصلوا في أخلاقهم دركا لا تبلغه السباع والوحوش الضارية. هؤلاء خصوم الحق، ويا لها من خصومة!
فليهنأ الشهداء في قبورهم أحياء عند ربهم يرزقون.